Share Button

Nov 27, 2015

هل النحل الإفريقي القاتل بمثل هذه الخطورة؟



هل النحل الإفريقي القاتل بمثل هذه الخطورة؟










قد تدفعك التقارير الإعلامية وبعض الأفلام الرديئة إلى الاعتقاد بأن ذلك النوع من النحل الإفريقي هو من النوع القاتل الذي يتصف بالوحشية ولا يمكن إيقافه. قد يشكل ذلك النوع من النحل درجة من الخطورة، لكنه لن يأتي للقضاء عليك.
يكتسب ذلك النحل القاتل سمعة مفادها أنه نحل ضخم ومسلح بالسم القاتل، لكن الحقيقة هي أن النحل القاتل في الواقع أصغر حجما من نحل العسل العادي، وأن السم الذي يحمله أقل قوة وتأثيرا أيضا. ومع أن ذلك النوع من النحل عدواني بطبعه، لكنه ليس كذلك في جزر بورتوريكو.
يقرأ الناس قصة النحل القاتل كأنها إحدى قصص الخيال العلمي. في عام 1956، جلب عالم برازيلي يُدعى واريك كير، نحلا إفريقيا إلى أمريكا الجنوبية بهدف الحصول على سلاسة من النحل أكثر إنتاجية للعسل.
وقد هرب بعض من ذلك النحل وتكاثر مع نحل أوروبي في البرية، مما أدى إلى ظهور نوع جديد من النحل المهجن، وهو ذلك النحل الذي يطلق عليه اسم النحل الإفريقي (أفريكانايزد بيز).
ثم بدأ ذلك النحل الإفريقي في الانتشار في بلدان أخرى، فقبل حلول عام 1985، كان قد وصل إلى دول مثل المكسيك. وفي عام 2014، توصل باحثون يدرسون انتشار أنواع مختلفة من النحل المهجن في ولاية كاليفورنيا، إلى أن ذلك النحل الإفريقي وصل إلى مدينة سان فرانسيسكو.
وفي وقت مبكر من مرحلة انتشار ذلك النحل، اكتسب النحل الإفريقي لقب "النحل القاتل"، مما أثار العديد من حالات الخوف، وأدى إلى ظهور سلسلة من الأفلام الرديئة التي تتناول ذلك النحل.
لكن حقيقة ذلك النحل الإفريقي القاتل ليست تماما كما تصورها تلك الأفلام أو كما تريدنا أن نعتقد.

أما الخطر الذي يأتي من ذلك النحل فإنه يعود إلى الطريقة التي يدافع بها ذلك النحل عن خليته، "فالنحل الإفريقي يرد على أي اضطراب بالقرب من مستعمرته بسرعة أكبر، وبأعداد غفيرة، وبمزيد من اللدغات،" كما توصل إلى ذلك باحثون في دراسة نشرت عام 1982. وقد تكررت تلك النتائج أيضا في العديد من الدراسات التي أجريت في وقت لاحق.
ويساعد ذلك الرد العدواني في تفسير السبب في أن النحل الإفريقي قد أدى إلى وفاة عدة مئات من الناس خلال الخمسين عاما الماضية.
وفي غياب رد الفعل المرتبط بالإصابة بالحساسية، فإن الأمر يستغرق التعرض لنحو 1,000 لدغة من ذلك النوع من النحل لكي يؤدي إلى وجود جرعة مميته من السم بالنسبة لشخص بالغ صاحب حجم متوسط.
ومقارنة بالنحل الإفريقي، فإن النحل الأوروبي نادرا ما يُظهر مثل تلك العدوانية في الدفاع عن خليته.
ومع هذا، تعد الإشارة إلى النحل الإفريقي بـ "القاتل" إشارة مضللة، كما يقول بيرت ريفيرا-مارشاند، خبير الحشرات بجامعة "انترامريكان يونيفرسيتي أوف بورتوريكو" في بايامون.
ويضيف ريفيرا-مارشاند: "إن هذا المصطلح يعطي انطباعا أن النحل يخرج فقط من أجل القتل، بينما في الواقع يدافع عن خليته. وبغض النظر عن طريقة النحل في الدفاع عن الخلية، فإن النحل الذي يخرج بحثا عن الغذاء في الحقول لا يهاجم الناس، وليس هناك عدوانية يمكن رؤيتها خلال تحرك الأسراب."
وأكثر من ذلك، توصل ريفيرا-مارشاند إلى أن ذلك النوع من النحل الإفريقي في بورتوريكو، حيث عثر عليه أول مرة في عام 1994، يظهر سلوكا دفاعيا محدودا بشكل كبير.
وفي بحث نشر عام 2012، أوضح ريفيرا-مارشاند وزملاؤه أن ذلك النوع من النحل في بورتوريكو أكثر بطئا فيما يتعلق باللدغ، ويلجأ إلى ذلك بشكل أقل بكثير، مقارنة بالنحل الإفريقي في قارة أمريكا الجنوبية.
فقد أظهر ذلك النوع من النحل القاتل في بورتوريكو سلوكا يشبه تماما ذلك السلوك الذي يصدر عن النحل الأوروبي.
إن التركيب الجيني لذلك النوع من النحل "اللطيف" يحمل طابعا إفريقيا لا يمكن أن يخطئه أحد. لكن إلى حد ما، في فترة أقل من 200 عام، فقد ذلك النوع من النحل تلك النزعة الدفاعية القوية التي كنا نتوقعها من النحل القاتل.
يقول ريفيرا-مارشاند: "يستخدم مربو النحل في بورتوريكو ذلك النوع من النحل الإفريقي في أعمالهم، ولا يبلغون عن مشكلات تتعلق بذلك السلوك الدفاعي المبالغ."